منذ اليوم الأول للأزمة الإقتصادية الخانقة في البلاد، وفي محاولةٍ منها لمساندة المحتاجين، سعت مفوضية البقاع لإيجاد مشاريع تُساعد الأهل وتخفف عن الناس وتخدم المجتمع، فكانت فكرة التكافل الإجتماعي بهمة الشباب الكشفي المضحّي والمتحمس دوماً للعطاء. فما هي هذه الفكرة وما هو هدفها وكيف يتم تنفيذها؟ هذا ما أجابنا عنه أمين تنمية المجتمع في مفوضية البقاع القائد أحمد جعفر.
1- لماذا تهتم مفوضية البقاع بالتكافل الإجتماعي؟
بما أن التكافل الإجتماعي عملٌ انساني وديني، فهو يدخل في صلب عمل جمعية كشافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهو أيضاً هدفٌ تسعى من خلاله لخدمة المجتمع وتنشئة الأجيال على هذه الخدمة في عدة مجالات منها الإجتماعي التربوي البيئي الصحي، ومنها مشروع أهل المعروف نموذجاً.
2- ماذا عن مشروع أهل المعروف في مفوضية البقاع؟
إن برنامج أهل المعروف هو من أهم برامج التكافل الإجتماعي التي سعت أمانة تنمية المجتمع في مفوضية البقاع منذ عدة سنوات إلى تنفيذها، حيث حددت الأول من شهر رمضان من كل عام موعداً لاطلاق المشروع على امتداد كل أفواج وقطاعات المفوضية. تقوم الأفواج في التنافس على الخدمة المجتمعية من خلال جمع التبرعات العينية والنقدية وتوزيعها على الأيتام والعوائل الفقيرة وذوي الدخل المحدود من أهل الخير ومن المصروف الشخصي للكشفيين.
3-كيف وجدتم تفاعل الأهالي والمشاركين والمتطوعين مع مثل هذه المشروع؟
تلقى هذه المشاريع اهتماماً كبيراً جداً من الأهالي والكشفيين والمتطوعين، فمن الأفكار البارزة هي تقديم الكشفيبن لمجموعة من مقتنياتهم الشخصية ومنها ما حصل في أحد أفواج قطاع الهرمل حيث قامت إحدى الكشفيات بتقديم السوار الذهبي العائد لها وتبرعت به.
هذا وتقدم هذه المشاريع المساعدة للطلاب من خلال دروس التقوية وفكرة تبادل الكتب والقرطاسية التي نفذها فوج نبحا في القطاع الشمالي، ومن الأفكار الجميلة أيضاّ فكرة جمع الأدوية وتقديمها لمستحقيها في فوج الإمام الحسين (عليه السلام)/ رأس العين وعمشكة ضمن قطاع بعلبك، بالإضافة إلى توزيع سحور يومي وإفطار على ٣٠٠ عائلة. وامتاز فوج الإمام الباقر (عليه السلام)/ المعالي والإمام المهدي (عجّل الله فرجه)/ القصر بجمع التبرعات العينية والنقدية من خلال فكرة سلة الخير وتوزيعها على مستحقيها حيث بلغت المساعدات أكثر من ١٥ مليون ليرة لبنانية. وفي القطاع الغربي تميز القطاع بفكرة كسوة العيد حيث جمُعت مئات القطع من الملابس ووزعت على مستحقيها.
وفي مختلف الأفواج والقطاعات تشهد هذه الفكرة عاماً بعد عام تفاعلاً وحماسة وتتنوع الأفكار ويزداد العطاء خاصة في فصل الشتاء حيث يقوم القادة بتوزيع المازوت للتدفئة ويساعدون كبار السن في منازلهم ويعملون مع البلديات في فتح الطرقات ورش الملح أيام الجليد القارس، وذلك سعياً لتحصيل رضى الله عز وجل وعملاً بشعار السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه) "سنخدمكم بأشفار عيوننا".
4- هل من انعكاس لمثل هذه الأفكار على الأفراد الكشفيين وعلى المجتمع؟
إن إشراك الكشفيين في تقديم الخدمة يساهم بتنشئتهم على مبدأ التكافل والإحساس بالفقراء، خاصةً عندما يأتون بالمواد الغذائية والثياب من منازلهم ويقومون بالمساعدة في توضيبها وتوزيعها مما يزرع في قلوبهم حب الخير والتآخي ويرسم على وجوههم ملامح السعادة ويزيد في قلوبهم حب العطاء ومساعدة الآخرين. وقد شاهدنا بأم العين لهفة الأهالي وتقديرهم لمثل هذه الأعمال وانغماسهم معنا ومد يد العون، كما كان لهم في كثير من الأحيان الحظ الوفير من المساهمة وكذلك من التنفيذ، وظهر ذلك جلياً في موائد أم البنين (عليها السلام) وفي أربعينية الامام الحسين (عليه السلام) خاصة حيث تنتشر المضافات على طول الطريق الممتد من كرك إلى بعلبك وكذلك من الهرمل إلى بعلبك وتقدم الخدمة للمواكب والطعام الشراب والمنامة.
5- هل من كلمة أخيرة حول الموضوع؟
إن مثل هذه التربية والتنشئة على حب الخير والعطاء تُسهم في بناء جيلٍ واعٍ مُحبٍ للعطاء ولديه روحية مساعدة الآخرين. مشروع أهل المعروف زرعٌ طيبٌ مثله كمثل شجرةٍ طيبةٍ وهو فرصة للقادة والقائدات المتطوعين والمتطوعات للمساهمة في تقديم المساعدة وللكشفيين للانخراط في برامج التكافل الاجتماعي. Top of Form